حوار الجمعة: بعد نهاية نوكيا وبلاك بيري، من التالي؟
عندما أعلن المدير التنفيذي لنوكيا عن استحواذ مايكروسوفت على شركته أنهى خطابه باكيًا وقال: “لم نرتكب أي خطأ، لكننا خسرنا بشكلٍ من الأشكال”.
نوكيا التي كانت اسمًا رنانًا في ما مضى، ابتلعتها مايكروسوفت وانتهت رسميًا. ورغم أن اتفاقية الاستحواذ تتيح لنوكيا العودة مجددًا العام القادم، لكنها عودة منقوصة لأن ما تستطيع نوكيا فعله بعد عودتها هو ترخيص علامتها التجارية للشركات الأخرى لا أكثر، وليس عملية تصميم وتطوير وتصنيع الهاتف من الألف إلى الياء كما مضى. نوكيا القديمة قد انتهت، ونوكيا الجديدة أصبحت شركة لتنظيم عملية بيع تراخيص استخدام علامتها التجارية لشركات صينية متنوعة.
بعد نوكيا، أعلنت بلاك بيري قبل أيام أنها ستتوقف أيضًا عن عملية تصنيع هواتفها الذكية، ومُصطلح تصنيع يعني ضمنيًا (التصنيع والتصميم العتادي). لأن جميع الشركات توكل مهام التصنيع لشركات تايوانية وصينية على جميع الأحوال، لكن بلاك بيري كما نوكيا خرجت تمامًا من اللعبة وستقوم أيضًا بترخيص علامتها التجارية لشركات أخرى وتزويدها بالبرمجيات فقط، على سبيل المثال فإن هاتفها القادم DTEK60 الذي ستصنعه لها شركة آلكاتيل، هو مجرد نسخة باسم آخر من هاتف Alcatel Idol 4S. أي أن بلاك بيري تحوّلت إلى شركة لتطوير البرمجيات فقط.
قد يكون الخطأ الأكبر الذي ارتكبته الشركتان هو ترددهما وتأخرهما الشديد في الانتقال إلى أندرويد في الوقت المناسب، لكن هذا يمكن أن يكون عنوانًا لنقاشٍ منفصل على أية حال.
في ظل المنافسة الشديدة في سوق الهواتف الذكية، والذي يُمكن عد الشركات الرابحة فيه على أصابع اليد، وفي هذا السوق الذي تسيطر فيه سامسونج وآبل على غالبية الحصة السوقية وتترك الفتات لجميع الشركات مُجتمعة، وفي هذا السوق الذي تُحقق فيه شركات عريقة وقديمة مثل سوني خسائر كبيرة، وتوشك شركات مُبدعة مثل إتش تي سي على الإفلاس، لا أحد يستبعد تكرار سيناريو نوكيا وبلاك بيري مع شركات أخرى.
الفارق أن نوكيا لديها ما يمكّنها من النجاة نسبيًا، وهو علامة تجارية قوية أو (كانت قوية) تستطيع إعادة تدويرها، وبلاك بيري لديها أيضًا علامة تجارية شهيرة وخبرة برمجية كبيرة في مجال برمجيات الأعمال والخدمات الآمنة وما زالت تستطيع بيع هذه الخدمات حتى لو توقفت عن تصنيع الهواتف. لكن شركاتٍ أخرى قد لا يكون لديها ما يُبقيها في السوق أساسًا وهي مهددة بالاندثار بشكلٍ كامل.
بعد نوكيا وبلاك بيري؟ من هي الشركة التي تتوقع أن يأتي الدور عليها؟ من هو التالي؟ دعنا نعرف ضمن التعليقات.
ليست هناك تعليقات: